العرض في الرئيسةفضاء حر

عن المعتقل د. عمر صادق شائف وأشياء أخرى

يمنات

أحمد سيف حاشد

نحن ندافع عن المظلومين دون أن نهتم، بل حتى لا نسأل عن الانتماء السياسي لهم، أو مناطقهم، أو محافظاتهم أو جهويتهم .. نحن ننحاز و ندافع عن المواطن المظلوم كوننا نعتقد أنه مظلوم..

نحن ندافع عن الدكتور عمر صادق شائف نعمان لاعتقادنا أنه مظلوم .. ندافع عنه لأن سجانيه اعتقلوه و عذبوه، و أخذو سيارته و كادوا يتملكوها، و لم تعد إلا بالشيء الفلاني، و عادت لسجن الصالح لا إلى أهله..

نحن ندافع عن د. عمر صادق شائف؛ لأن مصادرنا في سجون مدينة الصالح سيئة الصيت تؤكد أن سجانيه يمارسون تعذيبه، و طالبنا بالتحقيق، و لم يهتم أحد أو يكترث، بل و تم التشديد عليه و زادوا إيغالا في تعذيبه و التنكيل به .. نحن ندافع عنه لأننا نعتقد أنه مظلوم، و أن سجانيه ظالمون، و مبتزون، و أنهم يريدون المال لإطلاق سراحه .. و ربما أكثر من ذلك.

في سير المتابعة لإطلاق سراحه عرفنا ما هو أكثر .. عرفنا ما لم نكن نعرفه .. عرفنا ما يحيّر .. عرفنا إن السؤال يمكن أن يكون بوابة لمعرفة الكثير..

هل تعرفون من هو الدكتور المعتقل عمر صادق شائف..؟!

– هو ابن الدكتور و الأستاذ الجامعي صادق شائف نعمان الذي صد القنصل السعودي و رفض اعطائه رقم هاتفه، بل و رد عليه بالقول: “أنا لا أعطي رقم هاتفي للدبلوماسيين”، فيما كثير من المدعيين و المتزلفين في أوساطكم ربما لا يترددون بمنح مفاتيح قلوبهم، لو طُلب منهم ذلك.

– الدكتور صادق نعمان الذي رفض أن يعود إلى عدد من دول الخليج المرحبة به أكاديميا و أستاذا جامعيا، و عاد إلى صنعاء، التي يهجرها اليوم كثير من الأكاديميين، و صارت بيئة طاردة لكثير منهم و تم التنكيل بالكثير..

– عرفنا أن عم عمر “المعتقل”ـ أخ أبيه ـ له كتاب مشهور عن “الإمام الهادي فقيه و مفكر و عالم” صدر قبل سنوات طوال، و قدم له أحمد الشامي رئيس حزب الحق .. و أضاف عم عمر في نهاية اسمه على الكتاب لقب التعزي، لكسر ما هو طائفي و جهوي في الوعي و الممارسة..

أسئلة كثيرة تثور في وجهننا و نحن نشاهد و نسمع ما يُعتمل في الواقع:

القائمين على سجون أنصار الله “الحوثيين” في مدينة الصالح يتبعون من..؟! يعملون لمصلحة من..؟! لماذا يمارسون التعذيب..؟! ما مصلحتهم في تعذيب المعتقلين و جلهم أبرياء..؟!! لماذا يريدون تطييف و تكريس الطائفية، هم و القائمون عليهم..؟! لماذا تبدو أفعالهم و كأنها تستهدف الانتقام من تعز و أهلها..؟!! لماذا لا يوجد رجل من تعز له سلطة حقيقية في تلك السجون يمكننا التواصل به، لا سيما أن النافذين و القائمين عليه لا يردون علينا و لا يعبئون بنا..؟!! و الأهم لماذا يصرون على أن تبقى تلك السجون و القائمون عليها دون تصحيح أو اصلاح أو مراجعة..

زرت بعض المعتقلين في سجون مدينة الصالح ضمن لجنة العفو العام في عام 2016 و كتبت أكثر من سبعين منشور، و هي شهادات حية و مشاهد عن المعتقلين و السجون و القائمون عليها و عن تعز و أهلها .. تم الإفراج فقط عن خمسة أشخاص من قوام (54) شخص أقرت اللجنة بالإجماع الإفراج عنهم .. و أشرت يومها بجرأة أيضا أن الطائفية في تعز يتم ممارستها بفجاجة على أهلها من قبل أطراف الحرب و الصراع..

كتبت عن أنصار الله السلطة التي تمارس كل صلاحيات السلطة في تعز بل و أكثر منها، و بما يخالف الدستور و القانون و المنطق و المعقول .. و لم يتغير الحال .. حتى مسؤول الأمن القومي “الكميل” الذي تحدثت عنه يومها قالوا إنهم نقلوه، و بعد حين نكتشف أنه عاد يمارس سلطته كما كان..

صحيح إن الطرف الآخر يمارس الطائفية و المناطقية و الجهوية و يثير الكراهية و يمارس كثير من عقده ضدكم، و لكن الصحيح أيضا إنكم تمارسون كثيرا مما يمارسه الطرف الآخر من عقد تاريخية و ممارسات طائفية و جهوية و مناطقية..

لماذا تصرون على ممارسة ما هو طائفي و تكرسون الطائفية في تعز..؟! كتبت عن مظلوميتكم الكثير أيام ما كان الظلم عليكم ثقيل، و كتبت عن صعدة و أهلها في السجون أكثر مما كتبت عن تعز و عدن و أهلها .. كتبناه بالعربي، و ترجمناه بأكثر من لغة، و عممناه على منظمات العالم .. لازال بعضها موجود و موثق و شاهد .. احتجيت و اعتصمت و تظاهرت دون أن يعتريني أي مرض، أو حساسية مناطقية أو جهوية أو طائفية..

و اليوم عندما أبصّركم عمّا يحدث و يُمارس على تعز و أهلها و غيرها، من ظلم و تعذيب و ابتزاز و طائفية و مناطقية لا تريدون أن تسمعون أو ترون .. إن كان الطرف الآخر يمارس الطائفية و العنصرية لماذا أنتم تمارسونها..؟!!

الضدان نتاج بعض، و يدعمان إنتاج بعض .. أما نحن فضد كل العصبويات التي يتم ممارستها هنا أو هناك أو أي مكان في الوطن .. نحن نريد دولة و قانون و مواطنة و عدالة و مساواة، و وحدة تعز الجميع..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى